-->

أحدث المواضيع

2020-11-17

مفهوم اللبـــــــــــراليــــة


مفهوم اللبـــــــــــراليــــة


          مفهوم اللبـــــــــــراليــــة

     الليبرالية مصطلح أجنبي معرب مأخوذ من (Liberalism) في الإنجليزية، و (Liberalisme) في الفرنسية، وهي تعني " التحررية "، ويعود اشتقاقها إلى (Liberaty) في الإنجليزية أو (Liberate) في الفرنسية، ومعناها الحرية  .

   وهي مذهب فكري يركز على الحرية الفردية، ويرى وجوب احترام استقلال الأفراد، ويعتقد أن الوظيفة الأساسية للدولة هي حماية حريات المواطنين مثل حرية التفكير، والتعبير، والملكية الخاصة، والحرية الشخصية وغيرها

     الليبرالية لها مفاهيم متعددة بحسب ما تضاف إليه , ويجمعها الاهتمام المفرط بالحريـة , وتحقيـق الفـرد لذاتـه , وغاية في ذاﺗﻬا . ًواعتبار الحرية هدفافالليبرالية هي "نظرية الحرية" ، وهي نظرية ذات أطياف متعددة وجوانب مختلفة، وبمقادير متفاوتة . والحرية – كما يلا حظ الباحث المدقق – مفهوم عام يمكن أن يعني به الحرية المطلقة دون معنى محددا ، وقد يريد به البعض معنا محددا معينا.

   نشأة الليبرالية :

في أوائل العصر الحديث في العالم الغربي (الذي بدأ تقريباً في أوائل القرن الـ 16 و إستمر لمدة 200 سنة)، حدثت عدداً من التغييرات التي أدت إلى ظهور أيديولوجيات جديدة، مثل الإكتشاف الأوروبي لـ الأمريكتين، و صعود البروتستانتية، و بدايات إقتصاد السوق الحرة، و المراحل الأولى من الثورة العلمية التي غيرت جذرياً أوروبا.

لهذا بدأ الناس تطوير طرق مختلفة في التفكير للتكيُّف مع هذه التغييرات.
ولعل أهم الأفكار الليبرالية الجديدة هي (المعروفة أيضاً بإسم الليبرالية الكلاسيكية). هذا النوع من الليبرالية، و التي بدأت في انجلترا في القرن الـ 17، تختلف عن الليبرالية الأميركية.

تطورت الليبرالية الكلاسيكية عندما قام مفكرين مثل "جون لوك" بإعادة النظر في العلاقة بين الفرد و المجتمع، و كذلك حول نظرية حقوق و مسؤوليات الفرد.

هذه الأفكار كانت الأساس لكثير من النظم السياسية التي لا تزال تعمل اليوم.

بدء العمل بـ الليبرالية :

خلال الثورة الفرنسية (1789-1799 م)، تم تدمير الملكية و الكثير من الكنائس ، و كذلك القوانين و العادات التقليدية في أجزاء مختلفة من البلاد.و لكن نتيجة للثورة، سقطت فرنسا في سنوات من الحرب الأهلية و العنف.

و فقط بعد ظهور نابليون، و هو حاكم صاحب سلطة واسعة  ، عاد الإستقرار مرة أخرى إلى البلاد.

المعتقدات و الأفكار الليبرالية :

الليبرالية تقوم على :

الحرية : هي مفهوم سياسي يُشير إلى التحرر من قيود لا مُبرر لها أو قمعية التي تفرضها الدولة على تصرفات، أو أفكار أو معتقدات الشخص.

و بعض الحريات الهامة في الدول الليبرالية الحديثة تكون مثل حرية التعبير و الصحافة و الدين و تكوين الجمعيات. و لكن تلك الحرية لها شروط ... فهي مُقيدة بمبدأ الضرر، الذي ينص على، أن لك الحق في الحرية طالما أنك لا تضر الآخرين، لكن احيانا تصطدم بعض الحريات بمصالح الدول فتتوقف او تكون في صالح تلك الدولة فتشجعها علي التعبير و ان كانت تظر طرفا اخرفي جهة اخري والامثلة كثيرة علي ذلك.

  الأفراد لديهم الحق في إتخاذ القرارات بأنفسهم.

  و حرية الدين هي حرية ذات أهمية خاصة داخل الليبرالية لأن الكثير من الحكومات في ذلك الوقت كانوا مرتبطين بشكل وثيق جداً بـ عقيدة دينية معينة.

المساواة : تقول الليبرالية أنه يجب معاملة جميع الأفراد بمساواة أمام القانون بغض النظر عن الوضع الاجتماعي أو العِرق أو الجنس. و أن أي شخص هو أخلاقياً أو سياسياً مُساوي لـ للآخرين. لكن هذه المساواة احيانا تكون مجرد كلام كما اسلفنا اذا تعارضت هذه المساواة مع مصالح دولة ولذلك تبقي قضية المساواة نسبية جدا والواقع في الدول الغربية حاليا يشهد علي ذلك ، ومثال علي ذلك ما يحدث في الولايات المتحدة من مظاهرات ضد التمييز ضد السكان من اصول افريقية .

- السوق و الإقتصاد الحر : الليبرالية و الرأسمالية يسيران جنباً إلى جنب و مرتبطين ببعضهما.

الليبراليون يؤيدون السوق الحرة لأنها تصنع الثروة بشكل أكثر سهولة، على عكس الاقتصادات التقليدية، و التي غالباً ما يكون لديها لوائح و حدود واسعة النطاق على أي وظيفة يمكن أن يعمل بها الناس. اكيد ان الاسواق الحرة لها ميزة وهي التنافسية الا اننا نجد ان هذه التنافسية تصبح في الكثير من الاحيان تصبح دافع نحو نشوب حروب والتي تكون ورائها الشركات الدولية العملاقة محاولة السيطرة علي اسواق جديدة ولو كان ذلك علي حساب دول  او شعوب بحد ذاتها. 

هذه الخصائص الأساسية لـ الليبرالية جعلت الليبراليين يؤيدون الحكومة المحدودة، و التي تستمد قوتها من الشعب.

و في الممارسة العملية، ذلك يعني أن الليبراليون يفضلون حكومة ديمقراطية.

الحكومة المحدودة والديمقراطية :

هي أحد أساسيات الليبرالية. الحكومة المحدودة هي الحكومة المُقيدة بالقانون.

على سبيل المثال، تقتصر صلاحيات سلطات حكومة الولايات المتحدة على الحدود المنصوص عليها في الدستور الأميركي.

فالحكومة الديمقراطية هي التي يتحكم بها المواطنين أو الأشخاص المُمثلين لهم المنتخبين منهم.

الالتزام بسيادة القانون :

 هو أحد أهم الضروريات لتشكيل حكومة ديمقراطية و محدودة. فسيادة القانون هو أن لا يكون القانون تعسفي و أن يتم تطبيقه على الجميع دون تمييز أو تفرقة.

-النزعة الفردية (الفردانية) : الفرد يأخذ أولوية و أهمية أكثر من المجتمع ككل.

التقدم : يجب أن لا تبقى التقاليد إلا إذا كانت لها قيمة.

و الأفكار الجديدة تكون مفيدة لأنها يمكن أن تؤدي إلى التقدم في العلوم، و الاقتصاد، و المجتمع.

تطور الليبراليــــة :

 أخذت الليبرالية أطوار متعددة بحسب الزمان اوالمكان وتغيرت مفاهيمها في أطوارها المختلفـة ، وهـي تتفـق في كل أطوارها على التأكيد على الحرية وإعطاء الفرد حريته وعدم التدخل فيها. ويمكن أن نشير إلى طورين مهمين في

الليبرالية الكلاسيكية :

أولايعتبر جون لوك  [John Locke 1704-1632] أبرز فلاسفة الليبرالية الكلاسيكية، ونظريته تتعلق بالليبرالية السياسية، وتنطلـق نظريته من فكرة العقد الاجتماعي في تصـوره لوجـود الدولـة، وهـذا في حـد ذاتـه هـدم لنظريـة الحـق الإلهـي الـتي تتزعمها الكنيسة.

وقد تميز جون لوك عن غيره من فلاسفة °العقد الاجتماعي بأن السلطة أو الحكومة مقيدة بقبول الأفراد لها .

وقــد أبــرز   آدم سميث [Adam Smith 1790-1723] الليبراليــة الاقتصــادية وهــي الحريــة المطلقــة في المــال دون تقييــد أو تــدخل مــن الدولة.

وقـــد تكونـــت الديمقراطيـــة والرأسمالية مـــن خـــلال هـــذه الليبراليـــة، فهـــي روح المـــذهبين وأســـاس تكوينهـــا، والرأسمالية  مســــتوحاة مــــن شــــعار الثــــورة الفرنســــية " دعــــه يعمــــل " وهــــذه في الحريــــة الاقتصــــادية " دعــــه يمــــر " في الحريــــة السياسية. 

  الليبراليـــة المعاصرة :

تعرضــت الليبراليــة في القــرن العشــرين لتغير ذي دلالــة في توكيــداﺗﻬا منــذ أواخــر القــرن التاســع عشــر، بـــدا العديــد مــن الليبراليــين يفكــرون في شــروط حريــة انتهــازالفــرص أكثــر مــن التفكــير في شــروط مــن هــذا القيــد أو ذاك. وانتهــوا إلى أن دور الحكومـــة ضـــروري علـــى الأقــل مـــن أجـــل تـــوفير الشــروط الـــتي يمكـــن فيهـــا للأفـــراد أن .ًيحققوا قدراﺗﻬم بوصفهم بشرا ،ويحبذ الليبراليون اليـوم التنظـيم النشـط مـن قبـل الحكومـة للاقتصـاد مـن أجـل صـالح المنفعـة العامـة. وفي الواقـع، فإنهم يؤيدون برامج الحكومة لتوفير ضمان اقتصادي، وللتخفف من معاناة الإنسان. وهـــذه الـــبرامج تتضـــمن : التـــأمين ضـــد البطالـــة ، قـــوانين الحـــد الأدنى مـــن الأجـــور ، ومعاشـــات كبـــار الســـن ، والتأمين الصحي. ويــؤمن الليبراليــون المعاصــرون بإعطــاء الأهميــة الأولى لحر يــة الفــرد ، غــير أنهــم يتمســكون بــأن علــى الحكومــة أن تزيل بشكل فعال العقبات التي تواجه التمتع بتلك الحرية. واليوم يطلق على أولئك الذي يؤيدون الأفكار الليبرالية القديمة ( المحافظون)

مجالات اللبراليــة :

الليبرالية السياسية :

  نقطة البدء في التفكير الليبرالي هي ليس فقط إنها تدعو للديمقراطية بمعنى المشاركة في الحكم ،ولكن نقطة البدء هي انه فكر فردي يرى إن المجتمع لا يعدو إن يكون مجموعة من الأفراد الذي يسعى كل فرد فيها إلى تحقيق ذاته وأهدافه الخاصة.

إن الليبرالية تنادي بالفرد وحرية الفرد والديمقراطية هي شكل من أشكال الحرية وفي الوقت نفسه نظام سياسي.

ومن جملة الحريات التي تهبها الديمقراطية للأفراد (حرية الترشح في الانتخابات   ، حرية التفكير والتعبير ، حرية الاجتماع ،حرية الاحتجاج ...) كما أعطت جملة أخرى ولكن من الضمانات المانعة من الاعتداء على الأفراد وحرياتهم مثل(ضمان الاتهام، ضمان التحقيق ، ضمان الدفاع ...) .

وقد اختلف الليبراليون الكلاسيكيون مع الديمقراطيين في من يملك حق التشريع العام ، فالديمقراطيون يرون أن الأكثرية هي التي تقرر وتشرع وتمسك بزمام السلطة. أما الليبراليون فقد اهتموا بحماية الفرد من الأذى، وأن هذه هي مهمة القانون بدل التشديد على حق الآخرين بسبب الأكثرية ، وهذه من نقاط التصادم بينهم". 

والليبرالية في الميدان السياسي تنادي بالتقليل من دور الحكومات وتدخلاتها إلى أدنى حد ممكن، ونجد ذلك من تعريفات الديمقراطية نفسها ومن هذه التعريفات :"شكل من أشكال الديمقراطية الغربية النيابية حيث الممثلين المنتخبين المقرر إن يشكلوا السلطة الخاضعة للدستور الذي يؤكد على حماية الحريات الفردية ،وحقوق الأقليات في المجتمع ..." , وهذا التعريف متفق مع المفاهيم الليبرالية كثيراً.

ونجد هناك اختلافاً بين الليبرالية (الكلاسيكية و المعاصرة )فيما يخص الموقف في الميدان السياسي حيث في الليبرالية الكلاسيكية لا تتدخل الدولة في الحريات ,اما في الليبرالية الجديدة فيكمن دور الحكومه او الدولة في تنظيم هذه الحريات .

كما نجد إن الليبرالية السياسية تعارض الاستبدادية في الحكم ،وهي في الوقت نفسه الأساس العقائدي للحكومة التمثيلية ،والديمقراطية البرلمانية.

 الليبرالية الاقتصادية :

الليبرالية الاقتصادية: " مذهب اقتصادي يرى أن الدولة لا ينبغي لها أن تتولى وظائف صناعية ، ولا وظائف تجارية ، وأنها لا يحقّ لها التدخل في العلاقات الاقتصادية التي تقوم بين الأفراد والطبقات أو الأمم. بهذا المعنى يقال غالباً ليبرالية اقتصادية".

وعليه من ابرز شعارات الليبرالية الاقتصادية إلغاء مضايقات الدولة ,وضمان امن الثروة . ويقصد بالليبرالية الاقتصادية "البرمجة غير الضرورية وإصدار الأوامر والدساتير العليا ممارسة تصب في الاتجاه الخاطئ وتدخلات السلطة في الخطط الاقتصادية.

ويطلق لفظ الليبرالية أيضاً على سياسة اقتصادية نشأت في القرن التاسع عشر متأثرة بآراء آدم سميث بخاصة ، وأكدت على حرية التجارة وحرية المنافسة ، وعارضت تدخل الدولة في الاقتصاد .

  والذي يحكم الليبرالية الاقتصادية هو: " العرض والطلب"  وان يعمل العامل عمله أو إن يتركه فهو حر،كما إن صاحب العمل حر في التوظيف وتحديد الأجر .

والليبرالية الاقتصادية وثيقة الصلة بالليبرالية السياسية ، ويعتقد الليبراليون أن الحكومة التي تحكم بالحد الأدنى يكون حكمها هو الأفضل.. ويرون أن الاقتصاد ينظم نفسه بنفسه إذا ما ترك يعمل بمفرده حراً ، ويرون أن تنظيمات الحكومة ليست ضرورية. حيث أصبح الاقتصاد وسيلة سياسية للسيطرة ، ونقل الثقافات الحضارية بين الأمم ، ولهذا فالأقوى اقتصادياً هو الأقوى سياسياًّ ولهذا اقتنعت الدول الغربية بهذه الفلسفة مع مشاهدتها لآثار الرأسمالية على الشعوب الفقيرة ، ومن خلال اللعبة الاقتصادية يمكن أن تسقط دول ، وتضعف أخرى. ( تسمي بمصطلح الرئسمالية المتوحشة لدي الدول الفقيرة نسبة الي  الدافعية الاستعمارية لهذه السياسة الاقتصادية التي تنتج سياسة عسكرية ).

كما إن الليبرالية الاقتصادية تركز على مبدأين : الثروة والملكية،وهي تعارض السياسة التوجيهية مع استفادتها من أفضليات الدولة،وهي الأساس العقائدي للرأسمالية .

كما أن دور الدولة في ظل النظرة الجديدة يكون أكبر ، فلها مهمة أساسية هي تحديد الإطار القانوني للمؤسسات التي يدور فيها النشاط الاقتصادي ، وقد حدد منظرو الليبرالية الجديدة ومن ضمنهم جون رولز ،دور الدولة الذي يجب أن تقوم به بما يلي:  

-أن تعمل كل جهدها ضد التضخم والانكماش.-أن تحد بشكل معتدل من سلطة الاحتكار وبشكل تتابعي.

-أن تؤمم فقط الاحتكارات التي لا تمكن للقطاع الخاص القيام بها .-أن تتحمل كافة الخدمات العامة.

-أن تعطي الفرص والموارد بالتساوي.

-أن تطبق التخطيط ألتأثيري(أي دراسة خطط ذات جانب مؤثر في المجتمع ) من اجل الوصول إلى أحسن السبل مؤدية إلى الفائدة الكبرى , للتقليل من المخاطر التي قد تحدث.

-أن تطبق التخطيط المركزي عندما يقتضي أن يكون هناك عمل تغير بنائي.

-أن تتدخل عندما يكون هناك خلل في ميكانيكية السوق.







°العقد الاجتماعي : يقصد به العلاقة بين افراد المجتمع  بنظام الحكم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق