أبو حامد الغــزالي
نظرت ابو حامد الغزالي للفلسفة و للمنطق :
الغزالي (450 - 505 هـ / 1059 - 1111 م) محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي، أبو حامد، حجة الإسلام ، فيلسوف ومنطقي وفقيه مسلم، تصدى أبو حامد الغزالي في كتابه " تهافت الفلاسفة" للمواقف الفلسفية التي رآها مناهضة للحقائق الدينية، وعدها في عشرين مسألة ، اشتهر منها ثلاثة رأى أن الفلاسفة يكفرون بتبنيهم لها وهي: القول بقدم العالم (أن العالم أزلي مواز لوجود الله لم يحدث بعد أن لم يكن) والقول بعلم الله بالكليات دون الجزئيات (أي أن الله لا يعلم الأحداث في تجددها) والقول بحشر الأرواح دون الأجساد.
أعاد الغزالي طرح استراتيجية التأويل كما يظهر في فتواه الشهيرة لتلميذه أبو بكر بن العربي عن التعارض بين بعض النصوص الدينية وبين الحقائق العقلية والتي عرفت بـ "قانون التأويل".
الغزالي ليس مجرد متصوف كما يعتقد البعض بل هو منطقي ويدعو للاشتغال بالمنطق فقد ذكر في كتابه" المنقذ من الظلال " ان الذين يرفضون الاشتغال بالمنطق بحجة انه محرم دون ان تصدر فيه احكام لا بالنفي ولا الاثبات .
وبين الغزالي المسألة من خلال طرحه لسؤال ماهي العلاقة بين المنطق والمسائل الخاصة بالعقيدة الدينية التي تسمح برفض المنطق وتحريمه؟
فقد وضح الغزالي ذلك في قوله انه هناك خلط بين المنطق وبين الفلسفة وعندما نقول الفلسفة لا نقصد الفلسفة بوجه عام بل الاساليب التي استعملت وادت الي انحرافات في العقيدة ومن هنا اذا وجد شخص ما مسألة فلسفية تعارض العقيدة فانه يتهم الفلسفة ككل ومعها يظلم المنطق الذي هو وسيلة التفكير الصحيح ، ومن هنا يري الغزالي ان الخطورة هي الجهل بالمنطق.
ولقد اكد الغزالي ان المنطق والرياضيات هما اداتان ضروريتان للفكر في كل الميادين ومن دونهما يفسد التفكير ودور المنطق في الفقه ضروري للفقيه ، لان الفقه يتطلب الاجتهاد والاجتهاد يتطلب الاستدلال الذي هو الانتقال من حكم الي حكم اخر وهذه عملية منطقية في الاساس وهنا نحن لا نتكلم عن صحة نتيجة الحكم بل عن صحة الانتقال في الحكم وهنا يستدل بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم " من اجتهد وأصاب فله اجران ومن اجتهد واخطأ فله اجر"
علاقة العقل بالنقل عن ابو حامد الغزالي :
تحدث الغزالي " عن قضية العقل والنقل في العديد من مؤلفاته: "كمعارج القدس في مدارج معرفة النفس" و"إحياء علوم الدين" وغيرهما، واتخذ منها موقفا مطابقا لمذهب الأشعرية.
ومن خلال قوله يؤكد علي" إن العقل والنقل مترابطان ، العقل لن يهتدي إلا بالشرع، والشرع لم يتبين الا بالعقل.
ويضيف" أن الداعي الي محض التقليد مع عزل العقل بالكلية جاهل ، والمكتفي بمجرد العقل من القران والسنة مغرور "
وقد وضع الغزالي قوانين للتأويل :
الأول: وقف عند ظاهر النص ومنع التأويل
الثاني: جعل العقل أصلا ولم يعتبر بالنقل، ولذلك أول كل ما لم يوافق عقله
الثالث : النص هو الأصلا والعقل تابع
الرابع: العقل هو الحكم والضابط لما يأتي به الشرع
الخامس: جعل كل من العقل والنقل أصلا وأنكر أن يكون هناك تعارض بينهما .
منهج الغــــــــزالي :
اعتمد الغزالي منهجا يقوم على الشّك طريقا إلى اليقين، فآمن بالاجتهاد ورفض
التقليد وأكد على حرية الرأي والنظر، كما أعطى للعقل قدرته على الاجتهاد الحر
والحكم للوصول إلى يقين الحقيقة.
وقد فرق ابو حامد الغزالي بين العقل والدين (الشرع )حيث يرى أن هناك ما يعلم بدليل العقل
دون النقل، وهناك ما يعلم بدليل العقل دون النقل، وما يعلم بهما معا.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق