مفهــــــــــــــوم الفلسفة:   

     الخلفية الفلسفية للمصطلح:

الفلسفة كلمة يونانية مركبة من قسمين. فيلوس Philos وتعني المحبة ،وصوفيا Sophia وتعني الحكمة ، أي محبة الحكمة ، ويكون الفيلسوف Philosophos هو محب الحكمة . ويُعتقد أن أول من استخدم مصطلح الفلسفة هو الفيلسوف اليوناني فيثاغورس (Pythagore  572 ـ 497 ق م ) وذلك عندما رفض أن يوصف بالحكيم ، قائلا انه : " من الغرور أن يدعي الإنسان لنفسه الحكمة ، واسم الحكيم لا يليق بإنسان قط بل يليق بالآلهة وكفى الإنسان شرفا أن يكون محبا للحكمة وساعيا وراءها" . لكن يوجد من يرد المصطلح إلى سقراط .

هذا بالنسبة لاشتقاقها في اللغة اليونانية، وعندما نقلت إلى اللغة العربية نجدها قد حافظت على صياغتها اللفظية إلى حد كبير، متفوقة على كلمة الحكمة التي تؤدي المعنى على أحسن وجه، وهذا راجع لأسباب تتطلب الكثير من البحث، وقد انعكس ذلك سلبا على التفكير الفلسفي في العالم الإسلامي. لهذا عندما كان لفظ الفلسفة يظهر في بعض المعاجم العربية، فإن صاحب المعجم كان يكتفي بإشارة سريعة إليه. ومن ذلك أن ابن منظور عندما عرف الفلسفة في لسان العرب قال: الفلسفة: الحكمة، أعجمي وهو الفيلسوف وقد تفلسف. ولنا أن نتساءل : أين التعريف هنا؟ إن هذا الشرح لا يتناسب مع أهمية هذا المصطلح في تاريخ الثقافة الإنسانية ، بل هو اقرب إلى التمويه منه إلى الشرح . أما العُجمة التي تحدث عنها فكان من السهل إزالتها لو فضل التركيز على الحكمة إلا انه لم يفعل.

المفهوم الاصطلاحي للفلسفة:

ليس من السهل العثور على مفهوم اصطلاحي واحد للفلسفة يكون جامعا مانعا، لأن الإجابة على السؤال ماهي الفلسفة؟ يحيلك مباشرة إلى داخل الفلسفة، وليس هذا واقع الحال بالنسبة للعلوم الأخرى كالفيزياء والرياضيات والتي يمكن التعريف بها دون تجشم عناء الدخول إلى شبكة معادلاتها ، ويعد هذا احد الأسباب التي حالت دون وضع مفهوم موحد للفلسفة ، بالإضافة إلى تعدد مواضيعها. وعليه إذا أردنا تعريف الفلسفة فإننا سنكون أمام تعاريف كثيرة ظهرت خلال مسيرتها الطويلة التي بدأت منذ 26 قرنا .