-->

أحدث المواضيع

2020-12-31

مدرسة التحليل النفسي

مدرسة التحليل النفسي :
                                              

مدرسة التحليل النفسي :

ارتبط اسم مدرسة التحليل النفسي  بسيغموند فرويد ،اعتمد فرويد طريقة جديدة للتحليل النفسي لم يسبقه الي ذلك احد .

سييجموند فرويد:     
مدرسة التحليل النفسي

نشأته وحياته:

ولد سيجموند فرويد عام 1856 لأبوين يهوديين في مدينة تسمى فرايوغ في(تشيكوسلوفاكيا) سابقا ، وكان فرويد الأخ الأكبر لثمانية إخوة ، وكان أبوه يعمل في تجارة الصوف ، انتقل مع أبيه وأسرته إلى فينا وهو ابن الرابعة من العمر، درس الطب في جامعة فينا وتخرج منها عام 1881، تأثر كثيرا بأفكار دارون التي في النشوء الارتقاء والتي تقول أن أصل الإنسان حيوان ، كان هدف فرويد أن يصبح عالما مشهورا لذلك لم يكن متحمسا لمهنة الطب وفي فينا التقى فرويد بأستاذه الكبير (ارنست بروك) حيث عمل معه في مختبره وحصل على شهادة الماجستير ، ثم سافر إلى فرنسا في بعثة دراسية .

وعندما رحل فرويد إلى فرنسا من أجل الدراسة أصبح طالبا بإحدى مستشفياتها وقد التقى العالم (شاركو) الذي تأثر به في مجال بحوثه عن الهستيريا،وفي خريف 1886 استقر به الأمر في فينا كطبيب أخصائي في الأمراض النفسية ،وقد استخدم في ذلك الوقت العلاج بالكهرباء والتنويم المغناطيسي.

وفي عام 1891 ظهرت أول بحوث فرويد في الشلل الدماغي ، وشاركه  في ذلك العالم (اوسكار) وقد تأثر فرويد بعلم الطبيعة وخاصة الطاقة والديناميات ، وبفضل عبقريته فقد  اثبت انه من الممكن  تطبيق الديناميات على شخصية الإنسان ،وعندها بدأ يرسي دعائم علم النفس الدينامي والذي يدرس تحولات الطاقة وتغييراتها المتبادلة في صميم الشخصية ، وقد كان هذا العمل من أعظم انجازات فرويد وهو الحدث الجوهري في علم النفس ، وفي عام 1900اصدر كتابه تفسير الاحلام.

نظرة فرويد الفلسفية للانسان : 


إن نظرية فرويد لم تكن متفائلة للطبيعة البشرية فهي تنظر إلى الإنسان في تشاؤم على انه شهواني وعدواني، ويوضح فرويد أن التحليل النفسي هو إجراء قائم بذاته مستقل بنوعه وشيء غريب في بابه لا يمكن فهمه إلا عن طريق التسليم بفروض ونظريات علمية جديدة ،والتحليل النفسي يقوم على أساس التسليم بنظرية العقل الباطن والتي تفرض تقسيم الحياة العقلية إلى الشعور واللاشعور وان تفكيرنا الظاهر وتصرفاتنا الشعورية ما هي إلا نتيجة للعمليات اللاشعورية التي تحدث في العقل الباطن ، وتكون مستقلة عن إرادتنا والعقل الباطن يمكن التدليل عليه بإجراء التحليل كما ويمكن التدليل على وجوده بظواهر التنويم المغناطيسي والأحلام ، ويمكن أن يعرف التحليل النفسي بأنه ( فن دراسة العقل الباطن ، وهذه الدراسة تقوم على أسلوب فني خاص يسمى أسلوب التداعي الحر لسبر أعماق اللاشعور وكشف ما يحتويه من غرائز وميول فطرية أو شهوات مكبوتة يجهلها الفرد ولكنها ذات أثر فعال في حياته الشعورية.

ان الإطار الفلسفي الذي انطلق منه فرويد كان من أسس بيولوجية وذلك من خلال طبيعة عمله كطبيب ، وفسر الحياة النظرية لكل فرد على اتجاهين :

 الاتجاه الأول : يتمثل في البناء الجسمي والعضوي للإنسان وذلك من خلال الجهاز العصبي.
 الاتجاه الثاني : يتعلق بالأفعال الشعورية لدى الأفراد وأما ما يكون فهو مجهول في منطقة اللاشعور .

مفهوم الشخصية في نظرية التحليل النفسي عند فرويد:

إن مفهوم الشخصية في نظرية التحليل النفسي عند فرويد هو أحد القواعد الأساسية لهذه النظرية والتي تتمثل في مكونات ثلاث للشخصية ولكل مكون خصائصه ومميزاته إلا أنها في النهاية تشكل وحدة واحدة .

   1-الهو:  وهو  منبع الطاقة الحيوية والنفسية ومستودع الغرائز والدوافع الفطرية، التي تمثل الأساس الغريزي الذي ينتج عنه الطاقة النفسية ، وهو فطري سيكولوجي ويظم كل ما يحمله الطفل معه منذ الولادة إلى الأجيال السابقة أي انه يحمل ما يسميه  فرويد غرائز اللذة والحياة والموت ، وما هو موجود فيه لا يخضع لمبدأ الواقع أو مبادئ العلاقات المنطقية للأشياء بل يندفع بمبدأ اللذة الابتدائي وكثيرا ما ينطوي على دوافع متضاربة  وانه  لاشعوري ويمثل الطبيعة الابتدائية والحيوانية في الإنسان.

  2-الأنا:  هو العالم الواقعي الشعوري لأنه يتوسط بين الغرائز والدوافع والبيئة المحيطة ويتحكم الأنا بالشعور ويمارس الرقابة ويسير حسب مبدأ الواقع ، لأنه يفكر بالدوافع والمنطق ويكون خطط عمل لإشباع الحاجات والغرائز ( الأنا هو أساس الذكاء والعقلانية كونه يراقب ويضبط اندفاعات الهو العمياء) ،حيث انه يميز بين الصورة العقلية (العالم الخاص ) والأشياء كما هي موجودة في الواقع وهو مركز الشعور والإدراك الحسي الداخلي والخارجي والعمليات العقلية ويظهر الأنا إلى حيز الوجود بعد ان يتعرض الفرد لقيود الواقع ، فيميز بين ما يرغب في الحصول عليه ، وما يستطيع الحصول عليه.   وتقوم الأنا على أساس مبدأ الواقع وتعمل على تحقيق اللذة وتجنب الألم مع اخذ الواقع بعين الاعتبار . ووظائف الأنا تتمثل في حماية الشخصية من الأخطار التي تهددها في العالم الخارجي كالعدوان من خلال السيطرة على الغرائز وضبطها لان إشباعها بالطريقة الابتدائية يؤدي إلى خطر على الشخص وهنا تكون وظيفة الأنا أن يقرر " متى وأين وكيف ".

 3-الأنا الأعلى :  ويمثل الرقيب اللاشعوري التي تتمثل في سلطة الوالدين والمجتمع والتقاليد الم وجودة فيه وهي تقاوم الاندفاعات الغريزية وتشكل دور الآخرين في تربية الطفل خلال مراحل حياته الأولى ،  و يمثل كذلك مستودع المثاليات والأخلاق والضمير والمعايير الاجتماعية وهو ما يمثل الجانب العدلي القضائي والأخلاقي للشخصية أي انه نظام إصدار الحكم على التصرف ان كان جيدا أو سيئا، خير أو شر، صح أو خطأ، أي انه يمثل الجانب المثالي وليس الواقعي ويسعى على الدوام لتحقيق حالة الكمال من خلال تطبيق مثاليات المجتمع الإنساني من قيم ومثل اجتماعية ودينية التي نقلت إلى الطفل من والديه والمجتمع.

اهمية اللاشعور عند مدرسة التحليل النفسي :


هو القوة الديناميكية المحركة للسلوك الكامنة في منطقة اللاشعور التي تحوي مصدر الدوافع والرغبات ويشكل اللاشعور معظم الجهاز النفسي, والموجودات في اللاشعور من الصعب استدعاؤها لأن قوى الكبت تعارضها لأنها ذو طابع جنسي .

واللاشعور مستوى  يقع  فيه جزء كبير من حياتنا النفسية بهذا المفهوم هو حركي ونشط ,والحالات التي يحتوي عليها تعمل على الدوام من اجل إظهار نوعا من السلوك الشعوري الفعال في التعبير عنها دون ان تظهر هي ، لذلك يكون تأثير اللاشعور شديد العمق في حياة الشخص وباستطاعته ان يغير أفكار وحياة الشخص تغييرا كاملا دون ان يكون الشخص على وعي بها ، وان يغير بعض الأوضاع الجسمية .

دلائل وجود اللاشعور:

  1- الأحلام  هي الطريق الرمزي أو الواضح لهذه المنطقة ,وأيضا ننام أحيانا وفكرنا مشغول بمشكلة معينة وبعد مرور فترة زمنية يظهر الحل كما لو كان العقل جادا في التفكير باستمرار في المشكلة بدون ان يخبر الشعور بذلك.

 2- زلات القلم واللسان  وكثير من الأخطاء اليومية تشير لوجود لاشعور وتولد أعمال نفسية لاشعورية.

 3- التأمل في ظواهر ما بعد التنويم المغناطيسي فيقوم من مورست عليه عملية النوم بتنفيذ ما طلب منه وإيجاد مبرراتها .

الاضطراب النفسي :

إن أسباب الاضطرابات النفسية ترجع إلى الكبت اللاشعوري والصراع بين الدوافع الهو ومتطلبات الأنا الأعلى ودفاعات الأنا مما يطور حالة من القلق وعندما لا يستطيع الأنا التحكم بالقلق عن طريق وسائل عقلانية مباشرة يلجأ إلى استخدام الوسائل الدفاعية.

اضطرابات الشخصية:

بما أن الشخصية تتكون من ثلاثة أجهزة هي الهو والانا والانا الأعلى ، هنا لا بد من ان تعمل جميعا في انسجام لتحقيق التوازن والاستقرار فإذا ما ظهر دافع في الهو تتدخل الأنا والتي تخضع لمبدأ الواقع لترى إذا كان بالإمكان تحقيق هذا الدافع بحيث لا يتعارض مع الظروف  الخارجية  وإلا فأنها تكبت هذا الدافع وتمنعه بينما الأنا الأعلى يكون متيقنا إن وجد ما يتعارض من الاتجاهات والقيم

   1-  الصراع بين الأنا والهو :

وهذا يحدده قوة الأنا وسيطرتها فإذا كان الأنا قويا فأن الإنسان يقوم بدوره بشكل سليم . أما إذا كان الأنا ضعيفا أمام الهو عندها لن يستطيع ان يتحكم في نزوات الهو المتدفقة ولذلك ينشأ القلق والصراع.

  2- الصراع بين الأنا والانا الأعلى:

يحاول الأنا الأعلى أن يعطل مبدأ اللذة ومبدأ الدافع في بعض الأحيان ، ويسمح الأنا للهو بإشباع الغريزة بطريقة تعتبرها الأنا مقبولة ... لكن هذا قد لا يرضي الأنا الأعلى من خلال طريقة الإشباع وهذه الطريقة قد تكون تافهة عندئذ سيعاقب الأنا الأعلى على تصرفات الأنا وتجعله يشعر بالإثم ... وفي هذه الحالة تستحوذ على الفرد معانة شديدة ومشاعر احتقار ولوم الذات.

وقد تخضع الأنا للانا الأعلى فتصبح الأنا معطلة لاستطيع القيام بوظيفتها وبذلك تقع فريسة للصراع والقلق وعرضت لظهور الأعراض المرضية واستخدام الحيل الدفاعية

أما بالنسبة للفرد الذي تسيطر عليه الهو فهو غالبا ما يميل إلى أن يكون انفعاليا
والفرد الذي تسيطر عليه الأنا الأعلى سيكون مبالغا في التمسك بالأخلاق .
أما الأنا فهي التي تحول بين الفرد والتطرف بالاتجاهين. 

استغرق تطوير نظرية فرويد مدة تزيد عن الخمسين عاما ( 1886- 1939)، حيث تناول فرويد خلال عمره  كثيرا من الأفكار والتي استمر في تطويرها والتنازل عن بعضها وتأكيد بعضها والبعض الآخر تأكد في فترات لاحقة. 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق