-->

أحدث المواضيع

2020-12-22

العلاقة بين الدال والمدلول.

العلاقة بين الدال والمدلول.
                                                 
                                        

العلاقة بين الدال والمدلول.

مقالة جدلية

مقدمـــــــة :وطرح الاشكال 

 مع تشكيل الانسان لأول جماعات تعيش فيما بينها فكان التواصل بينهم موجود بطرق شتي في هذه المرحلة وضع الانسان لنفسه ما يسمى باللغة التي تشمل خاصيتين اللفظ و المعنى الذي يحمله و هذا يسمى *بالدّال و المدلول و العلاقة بينهما تسمى الدلالة ، إذ تعرف  *الدلالة بأنها العلاقة الموجودة بين الدّال و المدلول ومن خلال هذا التعريف ظهر موقفين متعارضين موفق يرى أن العلاقة بين الدال و المدلول ضرورية طبيعية.وموقف أخر اعتبرها اعتباطية اصطلاحية ويمثل الموقف الأول أفلاطون المدرسة اللسانية القديمة و الموقف الثاني المدرسة اللسانية المعاصرة لـ إرنست كاسيرر و فردناند دي سوسير.هل فعلا أن العلاقة بين الرمز و العلامة ضرورية طبيعية ؟ أم أنها اعتباطية اصطلاحية ؟

عرض منطق الاطروحة الاولي  "العلاقة ضرورية"

العلاقة بين الدال و المدلول علاقة ضرورية ،فيكفي أن نسمع الكلمة حتى نعرف معناها ويمثل هذا الإتجاه المدرسة اللسانية القديمة بداية مع الفيلسوف اليوناني أفلاطون و عالم اللسانيات الفرنسي إيميل بنفيست.

يؤكد أفلاطون أن العلاقة بين الدال و المدلول هي علاقة ضرورية أي أن اللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي و أساس هذا الرأي "نظرية محاكاة الإنسان لأصوات الطبيعة" أي أن الانسان منذ القدم قلد الاصوات الموجودة في الطبيعة ،وبهذا فإن العلاقة بين اللفظ ومعناه ضرورية ،فبمجرد سماع الكلمة نعرف معناها ودلالتها،فكلمة خرير تشير بالضرورة الي المياه ،وكلمة عواء تشير بالضرورة إلى صوة الذئاب.

وهذا ما يذهب إليه عالم اللسانيات الفرنسي إيميل نفيست حيث يرى في كتابه " مسائل اللسانيات العامة"ان علاقة الدال بالمدلول ضرورية يستحيل الفصل بينهما .

الحجـــــــة :

ان العلامة اللسانية بنية موحدة يتحد فيها الدال بالمدلول ، بدون هذا الاتحاد تفقد العلامة اللسانية هذه الخاصية ، كل كلمة تدل على معنى محدد ، وتستحضر صورتها في الذهن ، و كلما كررنا نفس الكلمة ظهرت نفس الصورة ،أي أن العلاقة ميكانيكية أوتوماتيكية .

عندما نقول سيارة يعني أنها تسير ، و مربع لأنه يتكون من أربعة أضلاع و دائرة لأنها دائرية ....، فكل لفظ يعكس طبيعة الشيئ و يعبر عن هويته و لم يوضع بطريقة عشوائية ،و لهذا يقول:" إن العلاقة بين الدال و المدلول ليست إعتباطية بل هي على العكس من ذلك علاقة ضرورية"،والدليل الأخر أنك اذا حدثت شخصا ما علي علي لفظ غريب لا يستجيب عقله ولا يستوعبه بل يرفضه. ويظيف ايميل نيفيست أنه لو كانت العلاقة بين الدال والمدلول اعتباطية لكان لكل فرد منا لغته الخاصة به .

إضافة إلى هذا يؤكد بعض علماء اللغة أن بعض الحروف لها معان خاصة حيث يوحي إيقاع الصوت وجرس الكلمة بمعنى خاص،فحرف"ح" مثلا يدل على معاني الانبساط والراحة، مثال:حنان،حنين ، حياة.....، وحرف"غ" مثلا فيدل على معاني الظلمة والحزن والاختفاء، كما في : غم، غدر، غبن.

نقـــــد:

 لكن المتمعن في رأي أصحاب هذا الموقف يجد فيه الكثير من المبالغة ، والردهنا هو كيف نفسر تعدد المعاني للفظ واحد وكذالك تعدد اللغات .

عرض منطق الاطروحة الثانية : "العلاقة اعتباطية "

يري انصار هذا الاتجاه ان العلاقة بين الدال والمدلول علاقة اعتباطية فالكلمة لا معني لها حتي يتواضع الناس عليها ( اي يتفقون علي كلمة ومعني محدد )ن ويمثل هذا الاتجاه فردناند دي سوسير "عالم السانيات السوسري" ويوافقه الرأي إرنست كاسيرر فيلسوف ومؤرخ ألماني .

الحجــــة :

اذ يري دي سوسير أن المعني الواحد يمكن أن نعبربه عن ألفاظ مختلفة مثل اليم هو البحر والحسام هو السيف وهذا مايطلق عليه معني التحكيمية أي أن الانسان هو اذي يسمي الاشياء بما شاء دون أن تكون هناك علاقة ضرورية لهذه الاسماء بتلك الأشياء فما سمي قمرا قد كان يمكن أن نسميه شمسا والعكس صحيح وبهذا تصبح اللغة اصطلاحية مكتسبة .

وهذا ما يذهب اليه ارنست كاسيرر اذ يري أن الالفاظ في كلام البشر هي مجر هياكل فارغة حتي يعطي لها الانسان المعني الصحيح والمتفق حوله

نقــــــــد

1-أقر علم اللسانيات أنه لا دال بدون مدلول ، فالعلامة اللغوية تقوم علي التناسب بين الدال والمدلول ، 2-كيف نفسر استعمال لفظ بين جميع البشر مثل تكنولوجيا ،بيولوجيا ونقصد به نفس المعني؟ ،وهنا يقول ابن الجني " ان اصل اللغة لا بد فيه من المواضعة ...'"

التركيب :

عموما قد ننظر الى الدال والمدلول من ناحيتين الاولى نظرية والثانية عملية ؛فمن الناحية النظرية يكون الربط بينهما تعسفي تحكمي لأنه يمكن القول بعدم بوجود ضرورة ذاتية بين الاشارة اللفظية والمشار اليه ، بمعنى انه لا توجد علاقة ضرورية بين الاسماء والمسميات   فمثلا : ما ندعوه قلما كان بالإمكان ان ندعوه كرسي او شيء اخر . اما اذا نظرنا اليهما من الناحية العملية فتوجد ضرورة عملية تُحمل اللفظ دلالة ثابتة ، بحيث كلما ذُكر اللفظ قام في الذهن معناه وايضا كلما قام المعنى في الذهن لازمه تمثل اللفظ الدال عليه ، فمثلا : كلمة انسان في اللغة العربية دائما تدل على الكائن الحي العاقل . فماذا نستنتج رغم تعدد الرؤى والمواقف الفلسفية ؟.

خاتمــــة: 

خلاصة القول نجد أن العلاقة تكتمل بهما معا اي ان العلاقة بين الدال والمدلول ضرورية لأنه فعلا هناك من الألفاظ ما هو محاكاة تامة لما هو موجود في الطبيعة وكذالك اعتباطية العلاقة نجدها في ان الدراسات اللسانية واللغوية تؤكدعجز الطبيعة عن استعاب كل الالفاظ والحل كان بالاصطلاح والتوافق بين البشر.






 *الدال: وهو الصوت أو الحرف المكتوب.

 المدلول :فيقصد به الصورة الذهنية أو الفكرة عن الشيء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق