المدرسة الفيثاغورية :

تنسب هذه المدرسة الي الفيلسوف الاغريقي فيثاغورس الذي ولد في جزيرة ساموس (572-497ق.م) من بلاد اليونان، سافر فيما بعد إلى مصر ثم استقر فـي جنوب إيطاليا وهناك أسس مدرسته. وذهب الشهرستاني إلى أنّـه عاصـر نبـي الله سليمان بن داود عليهما السلام تعاليم هذه المدرسة كانت سرية في مرحة معينة.

المذهب الفلسفي للمدرسة الابيقورية :

يرون أنّ أصل الكون هو: العدد، لأنّه أشبه بعالم الأعداد منه بعـالم المـاء أو النّار أو الهواء، فالعدد أوّل مبدع أبدعه الباري تعالى، وأوّل العدد الواحد، وأن مبـادئ الأعداد هي عناصر الموجودات، لأنّ الموجودات أعداد، والعالم على هذا مر كّب من عدد ونغم، والموجودات ليست إلا محاكية لنماذجها الأولى اللازمة لها وهي الأعـداد، ومـا يتصور من مفارقة بينها فإنما هي في الذهن فقط لا في الحقيقـة والواقـع ، ولا يمكـن للأشياء عندهم أن يتمايز بعضها عن بعض إلا بالعدد .فمثلاً الأطول يتميز عن الأقصـر والأكبر عن الأصغر بزيادة وحدات وعدد فقط، لا بزيادة شيء خارج عن العدد، وكـذا الّنغم الذي تتكون منه الفواصل الموسيقية، لا يتميز عن غيره إلا بتناسب بـين وحداتـه المختلفة تجعل من مجموعها صوتاً ونغما يألفه السمع.

ثمّ إنّ لفيثاغورس رأياً في العدد والمعدود قد خالف فيه جميـع الحكمـاء قبلـه وخالفه فيه من بعده وهو أنه جرد العدد عن المعدود تجريد الصورة عن المادة وتصوره موجودا محققا وجرد الصورة وتحققها وقال مبدأ الموجودات هو العدد، وهو أول مبـدع أبدعه الباري تعالى. فأول العدد هو الواحد، وميله الأكثر إلى أنه لا يـدخل فـي العـدد فيبتدىء العدد من اثنين، ويقول هو منقسم إلى زوج وفرد، فالعدد البسـيط الأول اثنـان والزوج البسيط الأول أربعة. وقالوا في بيان نظريتهم:العدد أصل لجميع الكائنات، فالواحد هو النقطة، والاثنين هما الخط، والثلاثة السطح، والأربعة الجسم، والخمسة هي الصفات المادية، والستة هـي الحياة، والسبعة العقل.

العدد عند فيثاغورس :

وجه فيثاغورس انتباهه إلى ما في العالم من نظام وتناسب فذهب إلى أن هذا العالم أشبه بالاعداد " الاشياء اعداد" ، فاعتبر أن الاعداد هي المبادئ الاولي للموجودات وأن الاعداد  إنما هي نماذج تحاكيها الموجودات .

الاعداد اشكال هندسية :

الاعداد  عند فيثاغورس لها شكل أو هيئة ،لقد فطن فيثاغورس إلى وجود صلة وثيقة بين العدد والشكل الهندسي فكانت الاعداد أشكال  : الواحد نقطة الاثنان  خط و الثالثة مثلثوالاربعة مربع .

الاعلاقة بين النفس والعدد في الفلسفة الفيثاغورية :

 النفس عدد لقد ربط الفيثاغوريون بين المشكالت العددية والمشكالت الفلسفية   وأحل الاعدد محل كل شيء بما في ذلك النفس البشرية، فالنفس عبارة عن عدد وهذه نظرة صوفية ربما كان للفسفة الشرقية تأثير علي فيثاغورس انذاك .

مكانة الموسيقي في فلسيفة فيثاغورس :

أن فيثاغورس كان يوصي أتباعه إذا ما أراد أحدهم أن يحقق الهدوء لمشاعره النفسية أو أن يهدئ من انفعالات  جسده فلن يتم ذلك الا عن طريق الاغاني  والايقاعات  الموسيقية وتالوة التعاويذ. وهنا نستنتج التأثير الذي لحق الكنيسة فيما بعد عنما ادخلت الموسيقي والاغاني في مناسابتهم الدينية .

 ولقد أثرت نظرية فيثاغورس على أفلاطون  حيث لعبت الموسيقى دور مهم  في فلسفته .

علاقة الاعداد بالطب في فلسفة فيثاغورس: 

هناك أساليب خاصة للتطهر من المؤثرات الخارجية فتطهير النفس يتم بالموسيقى والعكوف على الدراسات العلمية النظرية ، اما تطهير البدن  فإنه يتم بممارسة الرياضة البدنية والطب ويقوم الطب الفيثاغوري على فكرة التناسب بين  الاضداد فالجسم مركب من الحار والبارد والرطب واليابس ومن واجب الطبيب أن يهيئ أفضل مزيج بينهم ، فإذا تغلبت إحدى القوى اختل توازن الجسم اي تغلب احدي القوي علي الاخري او يستقر الجسم باعتدال القوي المتضادة .

من اهم اعمال فيثاغورس :

اهتم اهتماما كبيرا بالرياضيات وخصوصا بالأرقام وقدس الرقم عشرة لأنه يمثل الكمال كما اهتم بالموسيقى وقال أن الكون يتألف من التمازج بين العدد والنغم.

أجبر فيثاغورث أتباعه من دارسي الهندسة على عدة أمور قال أنه نقلها عن كهنة منف (بمصر) المزاولين للهندسة:

ارتداء الملابس البيضاء

التأمل في أوقات محددة.

الامتناع عن أكل اللحوم

الامتناع عن أكل الفول

يعتقد فيثاغورس و تلاميذه أن كل شيء مرتبط بالرياضيات و بالتالي يمكن التنبؤ بكل شيء و قياسه بشكل حلقات إيقاعية .

استطاع فيثاغورس إثبات نظريته مبرهنة فيثاغورث في الرياضيات والتي تقول : "في مثلث قائم الزاوية، مربع طول الوتر يساوي مجموع مربعي طولي الضلعين المحاذيين للزاوية القائمة"، عن طريق حسابه لمساحة المربعات التي تقابل كل ضلع من أضلاع المثلث قائم الزاوية. وقد استفاد الكثير من المهندسين في العصر الحاضر من هذه النظرية في عملية بناء الأراضي.