-->

أحدث المواضيع

2020-11-15

إن الحقيقــــــة مطلقــــــة.

إن الحقيقــــــة مطلقــــــة.

                                                 

الموضـــــــــوع : إن الحقيقــــــة مطلقــــــة.

أبطل الأطروحة التالية ( استقصاء بالرفع )

طرح المشكلة :

أن الحقيقة، في اللغة، هي الثبات والاستقرار والقطع واليقين ومخالفة المجاز. ومن ثم، فالحقيقة، في ( لسان العرب) لابن منظور، بمعنى الحق، والصدق، والصحة، واليقين، والوجوب، والرصانة، ومقابلة التجاوز. وفي هذا الإطار، يقول ابن منظور في لسانه:" بلغ حقيقة الأمر أي يقين شأنه.

و الواقع متغير وكل متغير نسبي يختلف إدراكه من شخص لأخر مما يجعل الحقيقة نسبية غير أن هناك من أعتقد أن الحقيقة مطلقة وهي ما يطمح اليه أصحاب هذا التوجه ،غير أن هذا التيار موقفع فيه الكثير من المبالغة وهذا ما يدفعنا إلى الشك في صدقها. فكيف يمكن إبطال ذلك؟.

إن الإنسان في سعي حثيث للبحث عن الحقيقة المرتبطة بالواقع ،هذا الواقع المتغير المتبدل في كل لحظة لكن هناك من يعتقد أن الحقيقة مطلقة الا ان هذه الاطروحة فيها مغالطة كبيرة مما يدفعنا الي التشكيك في صدقيتها فكيف يمكننا إبطال ذلك ؟

محاولة حل المشكـــــــــــــلة :

- عرض الأطروحــــــــة و البرهنـــة عليها:

إن الحقيقة مطلقة يستطيع الفيلسوف بلوغها عن طريق العقل أو الحس ونجد هذا النوع من الحقيقة في الفكر الأفلاطوني حيث يميز أفلاطون بين عالمين عالم الأشياء الذي يشكل مادة إدراك حواسنا وهو متغير قابل للفناء،وعالم المثل الذي لا تدركه الأبصار وهو ثابت ومطلق،فتتميز الحقيقة المطلقة بكونها مجردة من كل قيود وغير مرتبطة بأحكام الناس وهي مستقلة لا تحتاج من اجل وجودها إلى علل و أسباب لا تخضع للزمان و المكان.

ونفس الطرح نجده عند أرسطو الذي تكمن الحقيقة المطلقة عنده في "المحرك الذي لا يتحرك ".

- عرض مناصري الأطروحـــــــــة ونقدهم:

إن هذه النظرية لها مناصرين وهم أصحاب المذهب العقلاني بقيادة ديكارت الذي يجعل من الحقيقة مطلقة انطلاقا من الحكم الصادق الذي يحمل في طياته معيار صدقه وهو الوضوح.(نقدهم)ولكن هذه الأطروحة فيها مبالغة إذ كيف نفسر التعدد و الاختلاف في الحقائق هذا من جهة و من جهة أخرى الحقيقة المطلقة من منظور فلسفي حقيقة مجردة *ميتافيزيقية *وهي حقائق يصعب إدراكها بالعقل لعجزه عن بلوغها ، وإذا تجرأ على تناولها كانت نسبية و متغيرة بتغير ظروف صاحبها النفسية و الفكرية والاجتماعية.

وفي هذا السياق عبر "الفيلسوف الفارابي عن صعوبة إدراك حقائق الأشياء و الوقوف على حقائق الأشياء ليس في قدرة البشر،ونحن لانعرف من الأشياء إلا الخواص واللوازم و لا نعرف الفصول المقومة لكل منها".كما أن الحقيقة من منظور الصوفية هي الأخرى متغيرة و نسبية نسبة إلى إيمان الشخص ومدى عمق قوته وضعفه الذي يجعل من الحقيقة حقائق متغيرة بتغير مستوى إيمان أصحابها

رفع منطق الأطروحــــــــة بالحجج الشخصيــــــــة :

إن الحقيقة المطلقة هي حقيقة مطلقة في ذاتها لكنها حقيقة متغيرة ونسبية عندما تتعلق بالإنسان وبذاته التي تتأثر بالتغيرات النفسية والفكرية المستمرة ، فالحقيقة التي يتحدث عنها الفلاسفة يتحدثون عنها ضمن أنساق ومذاهب مما يجعلها تحت رحمة النسق فإله أفلاطون ليس إله أرسطو ، و إله أرسطو ليس إله ديكارت ، وهذا ما أكده كانط بقوله {{الحقيقة المطلقة لايحتضنها عقل ولا يدركها علم}}.

حل المشكـــــــلة :

من خلال ما سبق ذكره يبدو إن القول بالحقيقة المطلقة ليس له ما يبرره مما يدفعنا إلى رفض هذه الأطروحة ونقد مسلماتها والرد على حججها و بالتالي فهذه الأطروحة باطلة ويجب رفضها.







-*ميتافيزيقية : معلومات غير ملموسة بالنسبة للإنسان ولا يمكن مشاهدتها بالعين المجردة ولا تخضع للتجربة ومنطق العلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق