الفيلســـــــوف ابــــــن رشد :
من هو الفيلسوف ابــــــــــن رشد :
هو الوليد محمد بن احمد بن احمد بن رشد اباه ابو القاسم وجده أبو الوليد ، ولد في قرطبة في منتصف القرن الخامس في نيسان /أفريل 1126 م-520 ه وتوفي في كانون الأول /ديسمبر 1198م-595 ه ، عرف بعلمه الواسع في الفقه وقد اشتهر بذلك في أنحاء الأندلس .
في بداية نشأته درس علم اللغة والأدب وتعلم علي يد ابيه ابي القاسم الفقه ،ولم يقف عند هذا بل درس الرياضيات والطب وغيرها من العلوم التي تعد من الحكمة آنذاك ، ومن معلميه أبو جعفر هارون الطرجلي في مجال الطب ومن أصدقائه القاضي والفقيه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم قاضي بجاية وأبو العباس الشاعر القراي .
دور الفلسفة عند ابـــن رشد :
يوّضح لنا ابن رشد أنَّ الفلسفة هي وسيلة المعرفة الحقيقيّة لله، فهي لا تستطيع أن تدرك الله إدراكًا تامًا، ولكنها تسعى لمعرفة الله ولذلك فهي واجبة بالشّرع. كما يعتبر الفلسفة الّتي يأمر بها الله هي فلسفة أرسطو، الّتي تمثل نتاج العقل البشري. كما يؤكد ابن رشد أنَّ الفلسفة إذا تعارضت مع الدّين، فيجب التخلي عنها، وإنَّ الحقيقة واحدةٌ لها تعبيران: تعبيرٌ فلسفيٌّ، وآخر دينيٌّ، فهما وجهان لعملةٍ واحدةٍ. إنَّ الفلسفة ليست في متناول الجميع، ولكنها مقتصرة على فئة الفلاسفة فقط، لأنَّ ابن رشد قد وضع النّاس في ثلاث مراتب هم الفلاسفة وعلماء الكلام والجمهور. كما دافع عن الفلسفة والفلاسفة ضد الإمام الغزالي وعلماء الكلام، فجاء كتابه ( تهافت التهافت) ردًا على كتاب الغزالي ( تهافت الفلاسفة). كما حاول أن يقوم بالتوفيق بين الفلسفة (العقل) والدّين، وذلك عن طريق التأويل المجازي؛ فقد ميزّ النّصوص الدّينيّة إلى نصوص يجب تأويلها، ونصوص يجوز تأويلها، ونصوص تقع بين النّوعين.
علاقة العقل بالنقل عند ابــن رشد :
يقول ابن رشد في كتاب "فصل المقال "(ص، 86-87):
فأما أن الشرع دعا إلى اعتبار الموجودات بالعقل وتطلّب معرفتها به، فذلك بيّن في غير ما آية من كتاب الله تبارك وتعالى
*مثل قوله تعالى: {{فاعتبروا يا أولي الأبصار }}، وهذا نص على وجوب استعمال القياس العقلي والشرعي معا.
*ومثل قوله تعالى: {{أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء}}وهذا نص بالحث على النظر في جميع الموجودات.
وإذا تقرر أن الشرع قد أوجب النظر بالعقل في الموجودات واعتبارها، وكان الاعتبار ليس شيئاً أكثر من استنباط المجهول من المعلوم، واستخراجه منه وهذا هو القياس، أو بالقياس، فواجب أن نجعل نظرنا في الموجودات بالقياس العقلي.
ابـــــن رشد فيلسوف العقلانية :
يحتل العقل عند ابن رشد مرتبة رفيعة ، فهو المرجع الأخير في تفسير العالم، وحل المشكلات ذات الصلة بالنص وغيرها.
ويماهي ابن رشد العقل مع النظام الكوني العام، الذي يحكمه مبدأ السببية، وفحواه "وجود ارتباط ضروري بين الأسباب والمسببات"، وهو مبدأ اعتبره ابن رشد عماد العلم، واعتبر الخروج عليه قولاً بعشوائية الحوادث، ونفيا لحكمة الصانع.
ويقول ابن رشد في مبدأ السببية : في كتابه "الكشف عن مناهج الادلة "ص 193*
{{ينبغي أن تعلم أن من جحد كون الأسباب مؤثرة بإذن الله في مسبباتها، أنه قد أبطل الحكمة وأبطل العلم، وذلك أن العلم هو معرفة الأشياء بأسبابها(=الفاعلة)، والحكمة هي المعرفة بالأسباب الغائية}}.
مؤلفات ابــن رشد :
- تهافت التهافت.
- فصل المقال.
- الكشف عن مناهج الأدلة.
- القسم الرابع من وراء الطبيعة.
- بداية المجتهد ونهاية المقتصد.
- البحث عن الحقيقة أشرف المهن، والمعرفة هي عبادة للخالق.
- أكبر عدوٍ للإسلام جاهل يكفّر الناس.
- لو سكت من لا يعرف لقل الخلاف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق